محمد صلاح: وجدت ما أحتاجه مع سلوت.. وأريد دوري الأبطال والكرة الذهبية
في مقابلة صريحة مع شبكة “سكاي سبورتس”، كشف النجم المصري محمد صلاح كواليس تجديد عقده مع ليفربول، وتحدث عن تطور أدائه تحت قيادة المدرب الجديد آرني سلوت، وأهدافه المستقبلية، بما في ذلك حلم التتويج بدوري أبطال أوروبا والكرة الذهبية.
مفاوضات شاقة وتجديد غير متوقع
بدأ صلاح حديثه بالإشارة إلى صعوبة مفاوضات التجديد، قائلاً:
“أعرف جيدًا فلسفة النادي في التعامل مع اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين، لذلك لم أكن متأكدًا من استمراري. هذا ليس بالأمر السيئ، فقد رأينا كيف تصرف النادي مع حالات مشابهة سابقًا.”
وكشف أن المفاوضات استمرت لستة أشهر، قبل أن تبدأ الأمور تتحسن مطلع يناير الماضي، مضيفًا:
“أعتقد أنهم كانوا يختبرون مدى قدرتي على الاستمرار في العطاء. لم أكن أطلب عقدًا طويلًا، عامين فقط كانت كافية بالنسبة لي.”
طموح لا يتوقف
وحول تطلعاته في الموسمين المقبلين، قال صلاح:
“فزنا بالبريميرليغ من قبل، وكانت مباراة توتنهام هذا الموسم من أسعد لحظاتي منذ انضمامي للنادي. لكن هدفي الأكبر يبقى دوري أبطال أوروبا.”
وأضاف:
“البريميرليغ بطولة عظيمة للنادي ويجب أن ننافس عليها دائمًا، لكن الفوز بها مع دوري الأبطال هو ما أطمح له حقًا.”
وانتقد صلاح انخفاض التوقعات المحيطة بالنادي:
“في بداية الموسم لم يُنظر إلينا كمرشحين للقب، وهذه مشكلة يجب معالجتها. بالنظر إلى نوعية اللاعبين والجماهير التي تدعمنا، يجب أن تكون خسارتنا للدوري مفاجأة وليس العكس.”
وتابع بحسم:
“لقد طفح الكيل من تكرار عبارة ‘سنحاول العام المقبل’، أفضل طريقة لشكر الجماهير هي التتويج بلقب كبير.”
الكرة الذهبية.. حلم مؤجل لا يموت
أما عن فرصه في الفوز بالكرة الذهبية، فقال صلاح:
“لطالما كان هذا الهدف يطاردني، لكنني أدركت أن هناك أمورًا ليست بيدي. كل ما أستطيع فعله هو العمل بجد، وتذكير نفسي يوميًا بما أريد تحقيقه.”
وأوضح:
“بالطبع أحب أن أفوز بها، وإذا لم يحدث لا أعلم ما سيكون شعوري، لكنني أؤمن أن لدي فرصة جيدة هذا العام.. وسنرى ما سيحدث.”
سلوت.. مدرب يعيد بناء الثقة
وعن انطباعه الأول حول المدرب الهولندي آرني سلوت، قال صلاح:
“شعرت أنه مدرب قوي وصريح، إذا أراد شيئًا يطلبه منك مباشرة. البداية كانت صعبة، لكن مع الوقت فهمت طريقته وتواصلنا بشكل أفضل.”
وأضاف أن سلوت أظهر له مقاطع فيديو أثناء الإحماء، ليُظهر تأثيره السلبي حين لا يكون بكامل تركيزه، قائلاً:
“قال لي: أنظر كيف تؤثر على زملائك، حين تكون بطيئًا، يتأثر اللاعبون من حولك. كانت رسالة ذكية.”
وتابع:
“أجرينا محادثات صادقة، وبيّن لي عبر لقطات ما الذي يمكننا تحقيقه إذا كنت في أفضل حالاتي، وما الذي قد نخسره إن لم أكن كذلك. لم يتحداني بل احترمني، وأعطاني المساحة لأتحدث بحرية عما أريده لنفسي وللفريق.”
وأكد صلاح أنه شعر للمرة الأولى منذ فترة بأن مدربًا يمنحه التقدير المطلوب:
“هذا ما كنت أحتاجه: مدرب يستمع، ويحترم، ويمنحني المساحة للتعبير عن نفسي.”
أرقام مذهلة.. وإنجاز يلوح في الأفق
صلاح تحدث أيضًا عن أرقامه هذا الموسم، حيث تصدر ترتيب الهدافين وصناع الأهداف في البريميرليغ، وساهم في 46 هدفًا خلال 38 مباراة، وهو رقم قياسي للاعب في موسم مكوّن من 38 جولة، كورة لايف.
وقال:
“أشعر بثقة كبيرة. أشارك في البناء، وإذا فقدت الكرة أستعيدها بسرعة. سبق وأن فزت بجائزة أفضل صانع ألعاب في 2022، وأشعر الآن أنني قادر على تقديم أكثر.”
وعن قربه من معادلة أو تحطيم الرقم التاريخي لألان شيرر وأندي كول (47 هدفًا في موسم واحد)، قال ضاحكًا:
“أحب تحطيم الأرقام. عندما أضاع دياز فرصة الأسبوع الماضي قلت في نفسي: ماذا يمكنني أن أفعل أكثر من ذلك؟ أعتقد أنني سأكسر الرقم.”
خلاصة: صلاح لا يزال جائعًا
ما بين طموحات لا تنتهي، وعلاقة متجددة مع مدرب يمنحه الثقة، يبدو محمد صلاح مقبلًا على مرحلة جديدة في مسيرته. مرحلة يتطلع فيها إلى كتابة فصل جديد مع ليفربول، لا يقتصر على الألقاب فقط، بل على ترك إرث يُخلّد.