لامين يامال.. الطفل الذي حمل برشلونة على كتفيه

لامين يامال.. الطفل الذي حمل برشلونة على كتفيه

لامين يامال.. الطفل الذي حمل برشلونة على كتفيه

في عمر لم يتجاوز السابعة عشرة، وقف لامين يامال وسط زخم كرة القدم الأوروبية لا كموهبة تبحث عن الاعتراف، بل كصانع للبطولات ووجه جديد لمستقبل برشلونة. خلال موسم 2024-2025، وتحديدًا في ربيعه الحاسم، لم يعد مجرد مشروع نجم، بل تحوّل إلى ركيزة فنية ونفسية لفريق عاد ليحكم إسبانيا.

بين فبراير ومايو.. تحول الصبي إلى بطل

في الربع الأخير من الموسم، وبينما تتعثر الفرق وتُكشف الأوراق، خطف يامال الأضواء بأداء مذهل ساهم بشكل مباشر في تتويج برشلونة بالثلاثية المحلية: الدوري الإسباني، كأس الملك، وكأس السوبر الإسباني. لم يكن حاضرًا فقط، بل كان مؤثرًا في كل لحظة حاسمة، مشاركًا في 48 مباراة، سجل خلالها 14 هدفًا وقدم 20 تمريرة حاسمة، محققًا 34 مساهمة تهديفية في موسم لم ينتهِ بعد.

دعم فليك وتحول الشخصية

ما صنع الفارق لم يكن فقط موهبة طبيعية، بل بيئة فنية وثقة غير مشروطة منحها له المدرب هانز فليك. حرية التحرك على الجناح الأيمن، ودور واضح داخل منظومة هجومية ذكية، جعلت من يامال لاعبًا لا يُستغنى عنه. لم يتراجع في المباريات الكبيرة، بل ازدهر، كما حدث ضد بنفيكا في دوري الأبطال أو في ديربي كتالونيا الحاسم.

وتحدث يامال بصراحة في مقابلة مع “بارسا وان”، قائلاً: “أريد أن أتحسن أمام المرمى وأسجل في كل مباراة”، وهو ما تحقق لاحقًا بأهداف حاسمة مثل هدفه ضد أتلتيكو مدريد الذي أعاد برشلونة لسباق الليغا، كورة لايف.

بين الضغوط والضربات.. صلابة مذهلة

لم يكن موسمه مثاليًا تمامًا، فقد تعرض لإصابة في الكاحل في نوفمبر/تشرين الثاني أبعدته أسبوعين، كما واجه أزمة شخصية إثر حادثة اعتداء طالت والده في أغسطس/آب. لكن المدهش، أن كل تلك العقبات لم تُضعفه، بل صقلته. عاد أقوى، أكثر نضجًا، وأكثر تصميمًا على أن يفرض نفسه، ليس فقط كموهبة واعدة، بل كنجم أول.

حتى الجدل حول سنه الصغير أو أصوله المغربية والغينية الاستوائية، لم يشوش عليه. تجاهل الضجيج، وركّز على كرة القدم. أشاد به فليك علنًا قائلًا: “يحب المباريات الكبرى، ويتألق عندما نحتاجه.”

لحظات حاسمة صنعت التاريخ

  • في نهائي كأس السوبر الإسباني أمام ريال مدريد، وقّع على هدف التعادل في الدقيقة 22، وصنع ركلة جزاء، وقطع كرة تحولت لهدف رابع.. كل ذلك في مواجهة مشحونة انتهت بفوز كاسح 5-2.
  • في نصف نهائي كأس الملك ضد بلباو، مرر كرة هدف الفوز.
  • وفي الدوري الإسباني، أحرز هدفًا حاسمًا في ديربي كتالونيا ضد إسبانيول، منح برشلونة التتويج باللقب رسميًا.

الجوائز تنهال.. والقادم أكبر

نال يامال جائزة أفضل لاعب شاب في العالم لعام 2024 من IFFHS، متفوقًا على أردا جولر، كما توج بجائزة “الفتى الذهبي” من “توتو سبورت”، ليكرّس نفسه كأفضل لاعب تحت 21 عامًا في أوروبا.

وعلى الصعيد الدولي، شارك بقوة في تتويج إسبانيا بكأس أمم أوروبا 2024، رافعًا من قيمته السوقية إلى 180 مليون يورو، وهو رقم يعكس لا فقط الأداء، بل الإمكانات الكامنة في الفتى الصغير الذي لم يخطُ بعد عامه الثامن عشر.

المنافسة على الكرة الذهبية.. هل يفعلها؟

بأرقامه وتوهجه الحاسم، بدأ يامال يدخل مبكرًا حوارات الكبار، حيث يُطرح اسمه ضمن قائمة المرشحين للكرة الذهبية لعام 2025، في منافسة محتدمة مع زميله رافينيا وآخرين. ربما لم يكن متوقعًا أن يصبح طفل لاماسيا، الذي دخل الملاعب بعمر 15 عامًا، خصمًا محتملًا للنجوم على الجائزة الفردية الأهم في العالم، لكن يامال كسر كل القواعد.

خلاصة: نجم لا يشبه عمره

لامين يامال ليس مجرد “موهبة شابة”، بل مشروع أسطورة يسير بخطى متسارعة. جمع بين النضج المبكر، والإبداع الفني، والعقلية الحديدية. قاد برشلونة إلى المجد المحلي، وأسهم في إعادة هيبته القارية، وجعل من نفسه حديث أوروبا. فهل تشهد الكرة الذهبية أول مراهق في تاريخها؟ في زمن يامال.. كل شيء ممكن.

مقالات ذات صلة